سورة الزمر - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزمر)


        


قوله عز وجل: {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: بنجاتهم من النار.
الثاني: بما فازوا به من الطاعة.
الثالث: بما ظفروا من الإدارة.
ويحتمل رابعاً: بما سلكوا فيه مفاز، الطاعات الشاقة، مأخوذ من مفازة السفر.
{لا يمسهم السُّوءُ} لبراءتهم منه. {ولا هم يحزنون} فيه وجهان:
أحدهما: لا يحزنون، بألا يخافوا سوء العذاب.
الثاني: لا يحزنون على ما فاتهم من ثواب الدنيا.


{وما قدروا الله حق قدرِه} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: وما عظموه حق عظمته إذ عبدوا الأوثان من دونه، قاله الحسن.
الثاني: وما عظموه حق عظمته إذ دعوا إلى عبادة غيره، قاله السدي.
الثالث: ما وصفوه حق صفته، قاله قطرب.
{والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة} فيه وجهان:
أحدهما: أن قبضه استبدالها بغيرها لقوله {يوم تبدل الأرض} [إبراهيم: 48] وهو محتمل.
الثاني: أي هي في مقدوره كالذي يقبض عليه القابض في قبضته.
{والسموات مطويات بيمينه} فيه وجهان:
أحدهما: بقوته لأن اليمين القوة.
الثاني: في ملكه كقوله {وماملكت أيمانكم} [النساء: 36].
ويحتمل طيها بيمينه وجهين:
أحدهما: طيها يوم القيامة. لقوله يوم نطوي السماء.
الثاني: أنها في قبضته مع بقاء الدنيا كالشيء المطوي لاستيلائه عليها.
{سبحانه وتعالى عما يشركون} روى صفوان بن سليم أن يهودياً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا القاسم إن الله أنزل عليك {والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه} فأين يكون الخلق؟ قال «يكونون في الظلمة عند الجسر حتى ينجي الله من يشاء.» قال: والذي أنزل التوراة على موسى ما على الأرض أحد يعلم هذا غيرى وغيرك.


قوله عز وجل: {ونفخ في الصُّور فصعق مَنْ في السموات ومن في الأرض} فيه وجهان:
أحدهما: أن الصعق الغَشي، حكاه ابن عيسى.
الثاني: وهو قول الجمهور أنه الموت وهذا عند النفخة الأولى.
{إلا من شاء الله} فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت عليهم السلام. وملك الموت يقبض أرواحهم بعد ذلك، قاله السدي ورواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: الشهداء، قاله سعيد بن جبير.
الثالث: هو الله الواحد القهار، قاله الحسن.
{ثم نفخ فيه أخرى} وهي النفخة الثانية للبعث.
{فإذا هم قيام ينظرون} قيل قيام على أرجلهم ينظرون إلى البعث الذي وعدوا به.
ويحتمل وجهاً آخر ينظرون ما يؤمرون به.
قوله عز وجل: {وأشرقتِ الأرض} إشراقها إضاءتها، يقال أشرقت الشمس إذا أضاءت، وشَرَقت إذا طلعت.
وفي قوله {بِنُورِ رَبِّها} وجهان:
أحدهما: بعدله، قاله الحسن.
الثاني: بنوره وفيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه نور قدرته.
الثاني: نور خلقه لإشراق أرضه.
الثالث: أنه اليوم الذي يقضي فيه بين خلقه لأنه نهار لا ليل معه.
{ووضع الكتاب} فيه وجهان:
أحدهما: الحساب، قاله السدي.
الثاني: كتاب أعمالهم، قاله قتادة.
{وجيء بالنبين الشهداء} فيهم قولان:
أحدهما: أنهم الشهداء الذين يشهدون على الأمم للأنبياء أنهم قد بلغوا، وأن الأمم قد كذبوا، قاله ابن عباس.
الثاني: أنهم الذين استشهدوا في طاعة الله، قاله السدي.
{وقضي بينهم بالحق} قال السدي بالعدل {وهم لا يظلمون} قال سعيد بن جبير لا ينقص من حسناتهم ولا يزاد على سيئاتهم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8